الکتاب الملهم
«مرحباً بالسیدة سکوفیل شین »
30 صفحة من الکتاب
عزيزي القارئ
الكتاب الذي بين يديك هو كتاب ملهم مليء بالإضاءة. كل سطر بل كل كلمة منه، إذا قرأتها بإمعان و بأُذن القلب و الروح، ستصبح بداية فصل جديد لتنقية الروح والتواصل مع الإله الواحد الأحد.
قبل أن تبدأ بقراءة هذا الكتاب، أحتاج إلى تذكيرك بأنه لا يوجد شيء في هذا العالم اسمه «حادث» ، وعندما لا نكون على دراية بسلسلة القوانين والأسباب الكامنة وراء ظاهرة ما ، فإننا نأخذها بحسب «الحادث» فجأة. فإذا كان لديك هذا الكتاب الآن ، فلا شك أن الله -تعالى- قد دعاك لبداية جديدة. أهنئكم بصدق على هذه الولادة الجديدة وفي هذه المناسبة السعيدة، وهي الاحتفال بهذا الميلاد السار، أقدم هذا الكتاب بقلب مفعم بالحب لكم جميعًا أعزائي.
أتمنى أن تشعر بالله في قلبك بعد قراءته، و تصبح إلى الأبد مضيفًا ومليئًا بالحب له إن شاء الله.
مع شكري وثنائي عليك-أيها القارئ الكريم- وذلك لحسن تركيزك، وجزاك الله خير الجزاء. كما أتمنی لك و للبشرية جمعاء كل الحب والسعادة والصحة والنجاح.
سید مصطفی الزارعي
مقتطفات من کتاب
«مرحباً بالسیدة سکوفیل شین»
- إنّ الله_سبحانه وتعالى-خلق الكون بطريقة تعمل وفقًا لمعتقداتك وهي في خدمتك تمامًا لتزويدك بما تؤمن به. لذلك، إذا تم غرس المعتقدات الخاطئة والمريضة فيك، فإن الكون ملزم بتزويدك بظروف خارجية تقوم بتقوية هذه المعتقدات فيك بشكل دائم و مستمر. في الواقع، يتم توفير الظروف بحیث ينتج تكثيف معتقداتك ومشاعرك باستمرار.
- اترك الخصومة و الجدال و المراء مع الناس، لأن من ذاق حقیقة الإيمان يعلم أنه لا ينبغي أن يقاوم و يجادل الناس وإن كان محقّاً[1] ، لأنه لا خير في ذلك، بل المقاومة امام شیء تجذب تلك الظروف إلى الانسان ويضعها دائمًا في طريقه، بينما “إذا لم يكن هناك شیء من رد الفعل العاطفي ازاء الظروف السیئة في نفس الانسان، فستتم إزالة تلك الظروف من طريقه إلى الأبد».[2]
- إن الإنسان المطلع على هذا القانون (قانون الکرمة) يدقق في آيات الله التي يد ل بها عباده و يختار خير طريق عبر الالهام الالهي، ويضع الله في طريقه أفضل الوسطاء، ثم يحقق رغباته على أحسن وجه.
- إذا كنت تعتقد أن عليك أن تتألم في هذه الدنيا لتدخل الجنة في الآخرة و بعد الموت وستنال البركات والأجر ازاء معاناة الدنيا، فعليك بتغير رأيك. إن تصور الناس العاديين هو أن هذا العالم مكان للفقر والمرض والفشل والموت، وهو شيئٌ لابدَّ منه. بينما وفقاً للقوانين الروحانية، نحن مخلوقون لتجربة جميلة وممتعة وتجربة السعادة الشاملة في هذا العالم و بعد الموت أيضاً. [3] نحن لم نُخلَق للفناء إنّما خُلقنا للبقاء ، نحن من جنس الله وخُلقنا من أجل الحب والسرور الأبديين وسنبقى خالدين. [4]
- وفقاً لقانون الروحانیة، كل من یحمل ثقلاً و عبأً، فلایزال ثقله یزداد اکثر فاکثر. لذلك فإن من يعيش في خوف تزداد مخاوفه كل يوم ومن يعیش بحزن تضاف أحزان جديدة إلى أحزانه كل يوم. من لديه كراهية في قلبه، يتم تخزين كراهية جديدة في حظيرة قلبه كل يوم ومن يفكر باستمرار في المرض، سيعاني من المزيد والمزيد من الأمراض كل يوم.
- إذا نظرت إلى السمات السلبية للبشر، ستجد جذور جمیعها فی الخوف، فالغيرة هي الخوف من الندرة، والغطرسة هي الخوف من الذل والكذب هو الخوف من الضرر والسرقة هی الخوف من الجوع إلخ. في الواقع، يستخدم الشيطان أدوات الخوف للسيطرة على الناس و الحیلولة دون تقدّمهم و نموّهم. [5]
- من المؤسف أننا نتعلم باستمرار في بيئات اجتماعیة مختلفة أنه يجب علينا أن نخاف و أن هذا العالم هو ساحة صراع للبقاء، ولهذا السبب يتغلب الخوف على الحب لدى معظم الناس ومعظم أفكار وكلمات وسلوكيات الناس تنبع من نوع من الخوف.
- يمكن أن تكون العلامات و الموشرات في كلمات كتاب ما، أو خبر أو لوحة إعلانات، أو اتصال هاتفی أو خطاب من شخص لشخص آخر أو تزامن ما أو أي شيء آخر.
لكن من المهم جدًا هو الحفاظ علی اليقظة و رؤية العلامات واتباع طريق هدایة الله. قد لا تكون العلامات قابلة للتفسير المنطقي و لايمكن إثباتها عقلیاً، لكنها كافية للهدایة. يحب الله العبد الذي يتحرك و يعمل بثقة في الله، حتی عندما لا يرغب عامة الناس في ذلك الفعل بحجج منطقية وعقلية.
- مازال الله -عز و جل- یهدي الناس باستمرار إلى المسار الأفضل عن طريق القلب والإلهام، ويحاول الشيطان دائمًا ردع الإنسان عن ممارسة إلهامات قلبه عن طريق الإتيان بمئات الحجج المنطقية والعقلیة.
إذا استطاع الإنسان أن يمیّز توارد الخواطر الشيطانية من إيحاءات القلب الإلهية ثم یتبع إلهامات القلب، فقد وجد مفتاح كنز السعادة.
- انّ منشأ معظم الأمراض الجسدية يرجع لأسباب نفسية متجذرة في أمراض الذهن والروح. ينشأ الألم والمرض من داخل الإنسان لذا يجب البحث عن العلاج من الداخل[6] ومن أجل علاج أمراض الجسم، يجب إزالة أمراض الذهن وهي تنحية سیادة الشرور و الرذائل عن العقل والروح ، و اختصاصها بسیادة الله -تعالی- والتي تتجسد بالفضائل و الافکار الایجابیة على العقل والروح ، فهي العلاج النهائي لجميع الأمراض الجسدية .[7]
- نعم ، لقد دخل كل منا كبشر هذا العالم بموهبة خاصة ليقوم بمهمة خاصة، وعلى كل إنسان أن يكتشف رسالته الإلهية وخطته و يرکزعليها ويخطو نحوها ليترك أثراً و عملاً في هذا العالم لا يمكن لأي شخص آخر القيام بها.
يجب أن يكون العثور على الرسالة و القیام بها، أهم اهتمامات البشر دائمًا، لأن الحب والسرور والبركة والسعادة والصحة والنشاط والخلود كلها تعتمد على العثور على هذه الجوهرة المفقودة داخل الذات البشري.
- من المهم جدًا معرفة أن أداة الكلام القوية، لها قوة الخلق ولكنها تشبه السيف ذي الحدين و بقدر ما يمكن استخدامها لخلق الرغبات الجمیلة، فهي أيضًا تتمتع بقوة التدمير ويمكنها ان تدمر حياة الإنسان و تنتج له الشقاء. لذلك من المهم جداً معرفة كيفية استخدامها.
- في الحقيقة، الكلمة تشبه السهم الذي تصطاد به الظروف و تخلق مستقبل حياتك،[8] لذا انتبه إلى أي فریسة استهدف هذا السهم؟ الی السعادة والمرح والحب والثروة و الصحة والسعادة، أو الی الحقد والحزن والكراهية والفقر والمرض والكآبة وما إلى ذلك. كن حذرًا جدًا فيما تتحدث عنه أثناء اللیل و النهار؟ لأنك سوف تصطاد نفس الشيء لنفسك.
- انتبه إلى نقطة دقيقة للغاية و هي أنه إذا كانت لديك مطالب هامة، فلا تتحدث عنها مع الآخرين حتى تتحقق بالكامل. [9] لأنّ الحديث عن العمل قبل أن يترسخ و يتحقق، یسبّب فساده[10] لأنك قد تكون محسوداً، كما أنّ اهتزاز الغيرة السلبي قوي جدًا لدرجة أنك يجب أن تعوذ بالله منه،[11] لذلك من الأفضل عدم إثارة غيرة الحاسدین بالحديث عن الرغبات. [12]
- لا تنتظر حتى تختفي مخاوفك، ثم تبدأ في اتخاذ الإجراءات لأن الخوف يتلاشى أثناء العمل و يختفي تدريجياً.
حقًا، کم من أفكار نقية و أفكار بناءة للثروة التي تبادرت إلى ذهنك و لم تتبعها بحجج مختلفة منبثقة من الخوف؟ الخوف من الفشل، والخوف من أحكام الناس علیك، والخوف من الظروف، وما إلى ذلك. لكنك تندم لاحقًا و تقول فی نفسک لو کنت فعلته، لكنت في وضع مختلف الآن.
- الوقت والطاقة هما رأس المال الرئيسي للبشر في هذا العالم و الأشخاص الناجحون لديهم أهداف واضحة ويتجنبون إضاعة الوقت والطاقة في الإجراءات التي لا علاقة لها بأهدافهم ويضعون كل تركيزهم وطاقتهم و وقتهم على تحقيق أهدافهم.
- إذا كنت تريد معرفة ما إذا كان هناك لديك قناعة بالنقصان في عقلك الباطن، فانتقل إلى الداخل وانظر كيف تشعر عندما تنفق المال على نفسك وعائلتك. هل تشعر دائمًا بالقلق والأفكار المزعجة؟ انتبه أيضًا إلى المبلغ الذي تنفقه شهريًا.
- إنّ تدفّق الفكر یشبه النهر الذي لا يتوقف لحظة، وأنت الذي يجب أن تلتقط أفضل الأفكار وتغذي بها روحك.
لا تجادل الأفكار السلبية ولا تشتبك معها، إذ إنّ هذا العمل نوع من الاهتمام بالأفكار السلبية، فلا تعتني بها ودعها تمر. “إذا اكترثت بها، فسوف تمنحها القوة، وإذا تجاهلتها ، فسوف تموت جوعا”.[13]
- أكثر من 99٪ من الحقائق والوسطاء أمور خفية عنا، لأن مفاتيح الغيب عند الله وحده.[14] لديه آلاف الطرق للحصول على ما تريد، لكنه يفتحها لك متى وثقت به و تجنبت السؤال عن “كيف؟” في ذهنك. لأنّ في هذا السؤال يكمن الشك في قدرة الله وحكمته ولطفه، وهذا الشك مدمر.
- يتواجد الخوف عندما يشعر الإنسان بالوحدة والعجز. إذا اعتبرنا الله ولينا وحامينا حقاً، فممن نخاف وماذا نخشى؟ّ! ألا نعلم أن الله كان دائمًا وسيظل أبدا يحمي المؤمنين الحقيقيين و يرعاهم؟[15]
“لا توجد طريقة أخرى للتخلص من الخوف سوى: تحويل الخوف إلى الإيمان لأن الخوف و الإيمان ضدان لايجتمعان .” [16]
حارب مخاوفك بشجاعة ودمرها، وإلا فإن المخاوف ستدمر إيمانك.
[1] النبی الاکرم(ص) : «لا یَسْتَکْمِلُ عَبْدٌ حَقِیقَةَ الاْیمانِ حَتَّى یَدَعَ الْمِراءَ وَ الْجَدَلَ وَ اِنْ کانَ مُحِقّا (بحارالانوار، ج 2 ص 138)
[2] سکوفیل شین، ص 33.
[3] «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقوُلُ رَبَّناَ آتِناَ فِي الدُّنْياَ حَسَنة وَفِي الْاخِرَةِ حَسَنة…» (بقره/201)
الإمامُ عليٌّ (ع): «اذُكُرُوا اللّه َ ذِكراً خالِصاً تحْيوا بِهِ أفضَلَ الحياةِ ، و تسَلُكُوا به طُرُقَ النجاة» (بحار الأنوار: 78/36/16)
[4] النبی الاکرم(ص): «مَا خُلِقْتمْ لِلْفَناَءِ بَلْ خُلِقْتمْ لِلْبَقاَءِ وَ إِنَّمَا تنقلَوُنَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَار» (بحارالانوار، ج6، ص246)
[5] «إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ» (آل عمران/175)
[6] الامام علی (ع): «دوائک فیک و لا تبصر و دائک منک و ما تشعر» (دیوان الامام علی(ع)، ص62)
[7] الامام علی (ع):«یا مَنْ اِسْمُهُ دَوآءٌ وَ ذِکْرُهُ شِفآءٌ»( دعاء کمیل)
[8]– الامام علی (ع): «رُبَّ كلامٍ أنفَذُ مِن سِهامٍ». (غرر الحکم و درر الکلم، ج 1، ص 266)
[9]– الامام علی (ع): «أنجَحُ الاُمورِ ما أحَاط بِهِ الکِتمانُ» (میزان الحکمه، ج 4، ص 427»
[10]– الامام الجواد (ع): «إظهارُ الشَّيءِ قَبلَ أن يُستَحكَمُ مَفسَدَةٌ لَهُ» . (تحف العقول ، ص 457).
[11]– «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» (فلق/5)
[12]– النبی الاکرم (ص): «اِستعینوا عَلی حَوائِجِكُم بِالكِتمانِ فاِنَّ كُلَّ ذی نِعمةٍ مَحسودٌ» (میزانالحکمة، ج ٢، ص ٤٢٥)
[13]– سکوفیل شین، ص 238.
[14]– «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ» (الانعام/59)
[15]– «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا» (حج/38)
[16]– سکوفیل شین، ص349.