من نحن

أنا سيد مصطفى الزارعی متخصص و باحث إسلامي و موسس «نموذج الوعی الذاتی التوحیدی»

بالإضافة إلى الدراسات الدينية، فإن شهادتي الجامعية هي درجة الدكتوراه وكنت عضوًا لهيئة التدريس بقسم التربیة الاسلامیة بجامعة العلوم الطبية في إيران.

لقد كرست 27 عامًا من حياتي لأبحاث تخصصیة فی دين الإسلام وقدراته على بناء حياة سعيدة للانسان، وكان هناک موضوع قد شغلت بالی منذ البدایة؛ و هو انّه على الرغم من أننا ندّعي أن الاسلام هو دين السعادة بجمیع ابعادها للإنسان فلماذا نشاهد انّ المجتمعات الإسلامية لا تحظی بالعناصر الأساسية للسعادة في ارض الواقع کما ینبغی؟

وفقًا للتعاليم الإسلامية والقرآنية ، فإنني أعتبر العناصر الأساسية للسعادة في هذا العالم، ثلاثة مبادئ مهمة جداً:

1. الطمأنینة و الهدوء النفسی اذ انّ القرآن يقول: الا بذكر الله تطمئن القلوب. (الرعد/28)
2. الصحة الجسدية، لأن القرآن يقول: و ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. (اسراء/82)
3. النجاح والثراء، لأن القرآن يقول: و لو انّ أهل القري آمنوا و اتقوا لفتحنا علیهم بركات السماء والأرض. (اعراف/96)

فهذ السوال کان یشغل بالی دائماً و کنت اشعر بالاسف لاجل انتشار التوتر العصبي والأمراض العقلية بين المتدينين. لماذا هناک أشخاص عدیدون یعیشون فی المجتمع الإسلامي ويستفيدون من التعاليم الإسلامية وهم يعانون من أمراض عضویة مختلفة ناتجة عن الضغط العصبي ولماذا تعانی المجتمعات الإسلامية من الفقر.

وهل للإسلام حل عملیّ لتحقيق الهدوء الداخلي والصحة الجسدية والنجاح والثروة أم لا؟

كنت على يقين من أن هناك حلقة مفقودة اذا حصلنا علیها فمن شأنها تشغیل الطاقة الفريدة للتعاليم القرآنية والإسلامية لحل مشاكل المجتمعات الإسلامية بل المجتمعات البشرية حتى يتمكنوا من تجربة السعادة بمعناها الحقيقي فی جمیع ابعادها.

قبل 4 سنوات ، عندما بلغ جهدی و اهتمامي بالبحث عن أجوبة هذه الأسئلة ذروته، أوفى الله بوعده حیث يقول: الذین جاهدوا فینا لندينهم سبلنا. (العنکبوت/69)

فقد لفتت انتباهي هذه الرواية عن الرسول الكريم صلى الله عليه و آله و سلم: انّ أخوف ما أخاف علي أمتي الشرك الخفي (او الشرک الاصغر). و كأنّ هذه الروایة کانت اجابة شاملة على كل أسئلتي.

إذا كان الشرك الخفي هو اهم اهتمامات النبي الكريم، فلا شك أن أهم مشاكل المجتمعات الإسلامية والإنسانية يجب أن تكون مرتبطة بهذا الاهتمام الکبیر له.

منذ ذلك الحين، ركّزت كل انتباهي على دراسة هذا المفهوم. ما هو الشرك الخفي؟ ما هي أعراضه؟ ما هي مصادیق الشرك الخفی؟ كيف يتم التعرف عليه؟ ما هي الأدوات العملية لازالة الشرك الخفي؟ ما العلاقة بين الشرك الخفي والاضطرابات والضغوط النفسیة؟ ما العلاقة بين الشرك الخفي والأمراض العضویة؟ ما العلاقة بين الشرك الخفي والفقر والفشل؟ و….

سرعان ما أدركت أنه يجب البحث عن جذور كل هذه القضايا في الشرك الخفي وأن التوحيد و ازالة الشرک الخفی هي الحلّ الوحيد الذی يمكن أن ینقذ كل المجتمعات البشرية من المشاكل التي يتعامل معها الإنسان الحديث، ولهذا السبب يدعو القرآن الکریم جمیع ابناء البشر مهما کانت دیاناتهم إلى التوحيد والابتعاد عن الشرك حیث يقول: قل یا اهل الکتاب تعالوا الی کلمة سواء بیننا و بینکم ان لانعبد الا الله و لانشرک به شیئا و لا یتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. (آل عمران/64)

عندما درست هذا الموضوع دراسة تخصصیةً  و وجدت أدوات عملية لإزالة الشرك الخفي من التعاليم الإسلامية واستخدمتها بنفسي كأول شخص، بدأت الأحداث الإعجازية في حياتي. لقد وجدت الطمأنینة و الهدوء الذي كنت أنتظره و ابحث عنه منذ سنوات طوال عمری، و بعد ذلك تم تفعيل آلية الشفاء في جسدي و تم شفاء 4 أمراض كنت أعاني منها منذ حوالي 3 سنوات بعون الله جلّ شأنه.

بعد ذلك استقلت من هيئة التدريس بالجامعة وركّزت كل وقتي و طاقتی على نشر هذا النموذج الذی سمیته بـ «نموذج الوعی الذاتی التوحیدی». في السنوات الأربع الماضية (من 2018 الی 2022) ، لقد عقدت 87 ورشة عمل و كانت نتائجها مذهلة. فمن خلال تعلیم و تطبیق هذا النموذج الفرید، تم علاج الاكتئاب اليومي وحتى الأمراض العقلية المعقدة، و کذلک تم علاج الأمراض الشائعة و حتى المستعصية مثل التصلب العصبی المتعدد و أورام المخ و الصداع النصفی و …، ومن خلال تعلم مبادئ تكوين الثروة علی اساس التعالیم الاسلامیة، دخل الناس فصلًا جديدًا من الحياة و جرّبوا حیاة زاخرة بالحب و الاطمئنان و الصحة و النجاح و الثراء.

نظرًا لأن القرآن الکریم يعبّرعن التوحید کالمبدأ الفطری والمشترك لجميع ابناء البشر، فقد قررت نشر هذا النموذج الفريد من نوعه والذي تم الحصول عليه من التعاليم القرآنية والإسلامية، أولاً بين المجتمعات الإسلامية ثم بين باقی ابناء البشر الآخرين مهما کانت دیاناتهم، اذ وجدتُ الانسان العصری متعطشاً للروحانية النقية وهذا النموذج الفريد يمكن أن يساعده على تجربة حياة روحية سعیدة و جمیلة.

لا يحتوي هذا النموذج على أي توجّه و انتماء خاص ديني أو سياسي أو عرقي و ما إلى ذلك ، و لكنه مصمم بالكامل على أساس التوحيد ويمكن استخدامه من قبل كل شخص يؤمن بالله عز و جلّ.

آمل أن تدرك المجتمعات الإسلامية ومن ثم الأديان الأخرى يومًا ما الجوهرة الفريدة الکامنة في تعاليم القرآن والإسلام واستخدامها لبناء حياة أفضل للبشریة ان شاء الله.